تم النشر فى : الاثنين، 13 يوليو 2020
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
الأستاذة وفاء عياشى بقاعى ، تكتب : رسالة الي ابنتي هديل
ليس من السهل بلوغ القمم فالقمة شموخ الذات في الانكسار ، وليس الانكسار سرداب معزول في وجه الريح ، فهو بنيّتي أوّل درجات الصعود نحو التلاقي بين نفحات الروح ، وبين نفحات الصبر المنغمس في أرض حبلى بالجبروت .
القمم بنيّتي صيرورة الاصرار من المهد الى اللحد ، تحمل في طيّاتها الأنا ، والأنا العليا ، والهو المخزون في سعينا اللاواعي نحو ذواتنا.
فالريح بنيّتي لقدومها أسرار ، فهي تبغى خفاياها في مرآتها المرتدة اليها.
فالقمم صعود التجلى في اروقة النفس المنحازة نحو ذاتها ، وهي عقد قران بين الإصرار والإصرار ، فتوَلد القوّة لتسير نحو الصعود . فالوصول صلة وصل بين إرهاصات تعثرت في الخطى وبين ثقة تدّب صريرا يمشي ملكا.
فالقمة غفران لخيبات الأمل ، ومنديل يرطب جفاف شمس أُثقلت على الجبين.
القمة سلال محملة بالحبّ ، والحب المنتقى من حدائق العثرات. فالطبيعة بنيّتي تتزاوج مع ذاتها ويولد اللامحدود واللامرئي من التكاثر نحو الاستمرارية.
فالقمم لا يطأها سوى ذاك الذي يطرق باب ذاته ، ويخرج من عنقود التصالح بين الحبّ واللاحبّ .
القمم فناء في سرمدية الوقت ، وتفاني في سديم العطاء اللامتناهي ، تكتبه أبجدية الأغاني . فكلما انتكس اللحن ، تعزف الأنامل هسيس الفجر ، ويولج الليل من شرنقة الظلام . والقمم بنيّتي بنيان من طين وماء ، وشمس أنين صعدت السماء .
فكوني كوّة تُخرج الضياء نحو آفاق المجد حيث تقف تلك الأنا محلقة ، وترسم خرائط النجوم من ألوان العلا ، لتفرشَ سجادة من خيوط النور . فالقمم نور من نار أضاءت أبراج العتمة في أدراج نفس تتوق الى ذاتها .