تم النشر فى : السبت، 5 مارس 2022
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
الكاتبة اللبنانية الأستاذة نادين سلامة ، تكتب : عليكم أن تصفّقوا لي
عليكم أن عليكم أن تصفّقوا لي... حين التقيتُه أسدلتُ الستارة عن ماضٍ غريب أدمنتُ عليه...
تصفّحته نظراتي وراء صوته الرنّان لأتمرّن على أنوثتي أكثر...
لم أعتد من قبل أن يهزمني رجلٌ بلا موعد... بلا ملامح...
واعدتُه... وتلوتُ معه نصفي الشقيّ...
ظهرتُ فجأةً أمامه في حالة إغماء...
لِمَ يكون اللقاء الأوّل حالة إنبهار؟... حالة توقف عن المضيّ؟... جنوناً وصراخاً وبُعداً جديداً من ماضٍ آخر؟...
لون عينيه حالة متواصلة من الحبّ...
هو ألفني كما يعانق الجنون الصراخ...
الحبّ الذي لقيتُه فيه أبقاني وأنوثتي معلقتين في الهواء فوق قمرٍ يغزو نضالي اليوميّ...
عليكم أن تصفّقوا لي... لم أعد أكترث لجنونٍ شاركتُ في إخفائه أو للونٍ أبيض همستُه في أنوثتي...
نعم تعمّدتُ اللقاء... نعم تعمّدتُ النقاء... نعم عبرتُ بذاتي الى جهته المقابلة دون عناء...
هكذا يكون الحبّ نوراً آخر يواصل القيامة في حنايا قلبي...
هكذا كان حبّه لقاءً عتيقاً في لوحةٍ متجدّدة وحالاتٍ من الصراخ دون تردّد...
هكذا لقيتُ ذاتي عنده في هذيانٍ مطلق وفي صفحةٍ بيضاء توقظ في رؤيتي خيالاتٍ جميلة وتبعثرها...
قد أتاني في قالب عاشقٍ ليبدّد حياتي ويسرق من قلبي نشوة الحيرة... حلّق حولي تاركاً وراءه عناقاً وقُبلاً وإدمان قيّودٍ مختلفة...
لطالما كان موته مؤجّلاً حتى سكن في قلبي... وارتاح...
إنّي على وشك ابتلاع أحلامي وصراخي المتعمشّق ببقايا أنوثتي الماضية نحوه...
سأسير من دون تردّد نحو خباياه لأعبر عند أوّل مفترقٍ حلماً آخر يضلّل رغبتي...
هكذا كان لقائي به افتعال ونقاءً وبذور أحلام لن تتجدّد إلّا من خلاله...
كلّ ما يمرّ بي أصبح مشروعاً وكلّ ما تجسّده عيناه أصبح مشروع طريدتي...
هكذا كان اللقاء الأوّل... لم أعد أذكر تفسيراً جديداً يعانق خيالي...
عليكم أن تصفّقوا لي... اليوم بدأت حياتي... اليوم إنطلق صراخي بياضاً مختلفاً يلّف أنوثتي... وهو يبتسم...
-------------------
كاتبة المقال : الكاتبة والشاعرة اللبنانية الأستاذة نادين سلامة
nadine-salameh@live.com