تم النشر فى : الثلاثاء، 23 مارس 2021
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
الدكتورة نهلة درويش ، تكتب : عفاريت عدلي علام لم تجلب السعادة
الوطن العربى اليومية - لندن..
كم كنت اتمنى مشاهدة عمل فني يخرجنا من الحالة المزاجية التي نعيشها في الوقت الراهن، حالة الضيق والخنقة والرغبة في الهروب من الواقع وألم الإنكسار الموجع للآمال والتطلعات.. والحقيقة أنني لا ادعو للتشاؤمية وتشجيع الطاقة السلبية.. ولكن للأسف لم تنجح عفاريت عدلي علام وغيرها من الأعمال الفنية في رسم البسمة على وجوهنا.. للأسف لم ينجح رامز تحت الأرض أو هاني هز الجبل في جلب ولو قدر بسيط من البهجة والإندماج في مزاج مختلف من المرح ننسى معه همومنا، وما نشعر به من نكد ويأس..
كنت اتمنى أن اشاهد عملاً يخرجني من دائرة القلق والخوف والدراما الإجرامية التي تعرضت لجرائم الخطف والقتل والخيانة وغيره..
والغريب أننا في القرن 21 نلجأ لفكرة العفاريت لحل مشاكلنا.. ولما لا؟؟.. فلسيتحضر كل منا عفريتا للخلاص من مشاكله وانفراج همه.. ولماذا لم نلجأ للجان في كشف البؤر الإرهابية التي تنغص حياتنا وتكسينا الأسود على أرواح أحبابنا..
لماذا لا نلجأ للجان لتعافي مرضانا الذين يعانون من السرطان ومن الأمراض المزمنة.. وبذلك يتم توفير ثمن حملات الدعاية المكثفة للتبرع للمؤسسات العلاجية المختلفة..
ولماذا لا نلجأ للجان للخروج من عنق الزجاجة وتحقيق التنمية في غضون ليلة وضحاها دون كدر أو تعب أو تحميل ضغوط وأعباء مرهقة على المواطنين وخاصة الفقراء والمساكين..
ولعلى أري أن هناك قوى خفية تتحكم في أقدارنا وما نواجه من ضغوط.. والجان المعروف لدينا برئ منها.. أو يمكننا أن نطلق عليها الجان الرأسمالية العالمية وقواها الخفية المتمثلة في الإصلاح الاقتصادي والشركات المتعددة الجنسية وصندوق النقد الدولي وغيرها من آليات العولمة.. التي ادخلتنا في شكل من المتاهة والغمة والمنافسة الشاقة التي لم نهيئ لها بعد بالدرجة الكافية.. ونحتاج للكثير والكثير من التدريب والتأهيل والعمل الجاد حتى نصل لمستوى المنافسة المطلوب..
أنه ليسعدني ويشرح صدري أن تحقق بلادي التنمية المستدامة التي تساعد في رفع وطأة الحياة على عامة البسطاء.. ولكن لا يسعدني أبداً تلك الدراما التي تستخف بفكرنا.. فرحمة بنا أيتها الدراما الفنية..
-------------------
كاتبة المقال : الأستاذة الدكتورة نهلة أحمد درويش - دكتوراة في الآداب ، علم الاجتماع .