تم النشر فى : الخميس، 16 مايو 2024
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
"المَأساةُ عَرَبِيَّة " - قصيدة الشاعر دكتور علاء الدين سعيد
الوطن العربى اليومية - لندن..
"المَأساةُ عَرَبِيَّة " - قصيدةُ الشاعر : علاء الدين سعيد
**************************
قـلـُــوبٌ حـانـِـيــَاتٌ .. أَمْ صُـخـــورُ ؟!
وَذيــــَّـاكَ امْـتـــِـزاج ٌ، أَمْ نـفــُــــــورُ ؟
أَجِـسـْـــمٌ هـَاجَهُ فى الـضـُـرِّ عـُضــوٌ ؟ َ
أمِ الأمــْـوَاتُ تـلـْـفـِظـهـُـمْ قــُبـُـــــور ُ؟!
لـَعـَلِّـىْ قـد هَـتـكْـتُ الـسِّــتــرَ ، عـَـلـِّـىْ
أَرَى مِـن دُونـِــــــهِ مَـن يـَـســـتـَجــيــْــرُ
فـعـَـيـْـنُ مـُبـَلـِّـغـِــىْ رَمــَدٌ .. تـــــَـوَلـَّـىَ
عَـنِ الـقـَبـَسِ الــذِىْ لـِىْ قــَد يــُنــِيــْـــــرُ
وأَعجَــبُ مِن سُكــونِ الـصـَمْـتِ فِـيـنـَـا
ومـِن عَـزمٍ .. تـَغــَشـــَّـــاه ُالـفــُتــــُــورُ
عَــلَى حـِيـْنٍ يـُــدَوِّىْ فـِيــــْـهِ صــــَــوْتٌ
يـُـؤَرقُ مَـن يـُـؤَرقــُهُ الــضـَـمِـيـــــــْر ُ:
أَمـُعـتـَصـِمـــَـــــاه ُ.. إنـِّىْ أَســْـتــَجـِـيــْـرُ
أمـُعـتـَـصـِمــَــاهُ .. يـَعـصِـفـُنِى الفُـجـُـورُ
أمـعـتـــصـمـــاه هـل أُنـسِــيـت دربى ؟،
أم اسـتـعـصى على دربى الـمَـسِـيْـرُ ؟!
و" مـعـتـصـمــــــاه " لا زالـت تـــدوى
وتـبـحـث بـيـنـنـا .. أيـــن الـظـهـيــرُ ؟!
تــفـــتـــش عـن أمـــــان فـى زمـــــان ٍ
تـقـلـبــنــــا بــه .. ريـــــــــح نـَـعــُـــورُ
فـتكـشــف ســوءة الأغــلال فــيــنـــا ،
وقـبــح الـعــــار يـفـضـحـه الـســفـــورُ
و" مـعـتـصـمٌ " .. بهـذا العصـر حُـلـم ٌ
تــنـــاءى عـنـه واقـعـه الجــســـــــــورُ
وإخــــــوانٌ لــنـــــا فـى الله هَــبـــــوا
لـنـصــــرة حـقـــهــم عـمَّـن يـجـــــورُ
فـهــاجـت فى قـلـوب الـكُــفـــر نــــار ٌ
من الأحــقــــاد بـركــــانـــاً يــمـــــورُ
وعـاث بأرضهــم خـنـزيـر "هـُــودا "
يـدنـس صــفـــوهــم أَنَّى يــســـــيــــرُ
يعــربـد كـيــف شـــاء بـكـل صـــوب ٍ
كـأن " الـقـدس " مـرتـعـــه الـوثـيـــر
كـأن عـروســــنـا لـلـقـــهــر زُفـــَّـت
بـلـيـــــل فـيــه نـاظــرنــا ضــريـــر
فـيـسـلـب كـل حـلـم مـن صــبـــاهــا
وتـُـنــتـَـهــكُ الـحــرائِـرُ والـخــُــدورُ
وتـُـقــتـَـلُ حِـكـمـةُ الـتـاريـخِ فـيــهــا
ويـُـوأد جـوفـَهـــا الأمـلُ الـطَـهـُـــورُ
وأُبـصِـــر ُ مِـن وراءِ الــيـَــمِّ يـَـمـَّــاً
نـــأت عـنــه الـشــواطىءُ والـثـُغـورُ
وما بَـــرٌ يـَبــَـرُّ بــِـذىْ جـــُــــــــوارٍ
ولا شَـفـَعـت لـِذى قـُـربَى الـبـُحـــورُ
فـقــد مـاجـــت بأقـصــــانـا الـدمــاءُ
وأشـــلاءٌ ونــيـــرانٌ ونـِــيــــْــــرُ
وهـاجــت فـى مـآقــيــنــا دمـــوع ،
ونـأسَـى ، أيـُّنــا مِـنـهُ الـقـُصُور ُ؟!
وطـيــفُ الـمـوتِ يـقـتـحـمُ الـبـَرايَـا
وما عـهــــــدٌ لـَـدَيـــْــهِ ولا نــذيــْــرُ
وإعـصــــارُ الـرَدَى يـَطـأُ الـسَـبـَايـَا
وتـُســفَـكُ فى مـخـالـبـِـهِ الـنـُحــــورُ
و" بفلسـطيـن " قـد ســمعـوا فـلـبَّــوا
نــِداءاً للجـهـــــاد ِ ، وقـد أُضـِـيــْرُوا
وظـَـنُّــوا أَنـَّـمـا الأمـَـمُ اعــتـِـصــامٌ
وصـَــونٌ لـلـعــدالــةِ لا يـَـخـــُــــور
وضَـنُّـــوا بـالـسُؤالِ و هـُمْ كـِـرامٌ ،
وصـَـرحُ الـعـدلِ يـسـحـقُهُ الضُمُورُ
فأين اليـَوم َ" عاصفةُ الصَحَارَى " ؟
وأيـنَ الحـَشــد ُ؟ أيـنَ الزمهـَـريـرُ ؟!
وأيـن تـَحــالُفٌ يـُدعَى فـيـَســعَى ؟!،
ألـيــس لـهُ بـحِـلــفــِهــِم ُالـفـَـقيــر ُ؟!
نــظــام ٌعـالــمـى ٌّحـــــَـلَّ فــِيــنـــا ،
و مـِكـــيــالان ِ.. أيـُّهـُما الأجـيـــر ُ؟
ومجـلـسُ أمـنِـنـا حـَـــرب ٌعـَلـَيـْـنـــا
سـَعـِيـر ٌ إن بــَـدا مِـنــَّا الـزَفـِـيـــْــر
يـُدلـل مَـن بـه جــَــارُوا عـَلـَـيـــنــا ،
صـبـــورٌ ، فى وداعـتـِـــهِ خَـبــيـــرُ
و" أقصــَـانا " قـَدِ اسْــتـُلـِبـَت قـُواه ،
ولــَم يَـغــْــرُرهُ فى اللـه الـْـغــَــرُوْرُ
ونـحــن ُنـعــامَةٌ نــَـأوى لـِـخــِزىٍ ،
ولا تـحـمِـى من الـعـــار ِالـسُـتـُـورُ
و" قرطبَـة ٌ".. تنادى مِن سَـحِـيــْق :
حـَذارِىْ أن يـَخـِيـْـبَ المُـسـتـَجــيــْـر
حـَذارِىْ أن تـكـُونـوا الـيِـَــومَ هـَــوْنا
وتـفـْـرِقـَـة ً، فـَذيــَّــاكَ الـثــُـــبـــُــور
حـَذارِىْ مِـن تـكـالُـبــِهــِمْ عـلـَيـْـكـُـم
فـَإن َّ رَحـَــاكِ يــِـا دنــيــَــا تــَـــدُوْرُ
فـَإن َّ رَحـَــاكِ يــِـا دنــيــَــا تــَـــدُوْرُ
=============