تم النشر فى : الأربعاء، 24 مارس 2021
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
" مَرثِيةُ الخلود ، محمد عبد الوهاب " - قصيدة الشاعر : علاء الدين سعيد
الوطن العربى اليومية - لندن..
" مَرثِيـَةُ الخـُلـُود ، محمد عبد الوهاب "
قصيدة الشاعر : علاء الدين سعيد
* فى ذكرى موسيقار الأجيال الفنان الراحل محمد عبد الوهاب
===============================
أودعتُ أسرارى .. هـواكَ السارى
بـيـن الفـــُـــؤادِ و دَوْحـَـةِ الأفـــكارِ
فـى جَـنــَّةٍ باتت بلحـنـــكَ تــزدهى
وتـبـثُّ بيـنَ جـوانِـحــى أشــعـارى
و تذيبُ ما بين الحـقـيـقـةِ و المُـنى
وتـزفُّ أحـــلامى إلـى أنـظــــارى
يا هاتـِفـــًا مَـلأَ الـوجـُــودَ طــَـلاوةً
وعـُـذوبــَـةً من سَـــلـسَــــلٍ مِـدرارِ
هاتِ اسْـقِنىْ من نهـرِ خُـلدِكَ نغـْمَةً
كـأســـًا مُـدامــًا فى زمـــان أُوارى
دَعـنـى أهـيـمُ بسِـحرِ شَـدوِكَ نسمَةً
ألـِفـَـت عـبـيـرَكَ فى شَـذى الأزهارِ
و حَـنـَـتْ عـلى الأطيارِ فى أفـنانِها
وحـَـوَت برِقــَّـتـِهـا مَـدى الأطـيــارِ
دَعـنـى أُراقـِصُ فى أنامِـلِكَ الهَـوَى
حـيـْن اسْــتـَوَىْ بمَراقِـصِ الأوتــارِ
مَعـزوفــَةً .. رَفــَّـت عَلى أصدائِها
آىٌ .. مِـنَ الإبْـــــداعِ والإبـهــــــارِ
يا هاتـِفـًا .. لا زِلتُ أسـمَعُكَ المَدَى
فِـيـْمــا بـَـدا وَحـْـيـَــًا إلى الأقــمــارِ
أن عِـنـدما يـأتـى المَـسـاءُ تَبـَسَّـمِىْ
لأنـيـسـِــك الـسَــهْـرانِ للأســْــحـارِ
فـإذا الـكواكبُ و الـنجـومُ تألَّـقــَتْ ،
نـَسَـجَـت عَلى وَجهِ السَماء مَدَارِى
لأَدُوْرَ فِـى دُنـيـَاكَ أنهــَل عِـشــقـَها
فـَأَحـــارُ بـَيـنَ مـُـنـــاىَ والأقـــْـدارِ
فى لـيـْـــلـةٍ كانـت وَدَاعَ لِـقـــاءِنـــا
فـى ذلك الـنـيـْـلِ الحـَنـون الجــارِىْ
لـِتـَزُفَّ بالجـُـنـــدُولِ يـَـومَ فـِراقــِنـا
لـِلْـكــَـرنـَـكِ المُخـْـتــــالِ بـِالآثــــَـارِ
فـإذا أتـَى ذاكَ الصَـبــاحُ تـَرَكـْتـَنِـى
والسَـمعَ ، نـَهْـبـَـاً فِـىْ فـَمِ الأخـبـارِ
فاجـْـتـَـرَّتِ الأحـْـزانُ قلبىَ والنـُهَى
واجـْـتـَثَّ دَمْعِـى مِنعَـتى و قـرَارِىْ
يا عاشِقَ الرُّوْحِ امتلـَكـْتَ قـُلـُوْبـَنا ،
مَن ذا لِعَـرشٍ مِن هَـواكَ يُمَارِىْ ؟!
ســَلْ جـارةَ الـوادِىْ تجـيـْبـُكَ إنـَّـنــا
صِرنا بحُـبـِّكَ فِىْ رِضـَىً و فـَخــارِ
و الحـُـبُّ فــَنٌّ .. والفـُـنـونُ جَوانِحٌ ،
وجَـوانِحـِىْ لـيــسَــت بـِذاتِ سِـــتـارِ
إلاَّ بـِمـا أَوْدَعـْـتُ سِــرًَّا خاطِـرىْ ،
وهـواكَ لـيـسَ الـيــومَ من أَسـرارىْ
فأنـا و أنـتَ و كُلُّ أحـلامِىْ صِــبـَى
وصَــبـَـابـَةٌ بالـحُــبِّ و الـسُـــــمَّـارِ
لكِـنــَّـهُ الـبَـيـْـنُ الـذى أَوْدَى بــِنــــا
فأَحـالَ بـَيـْنَ الجــُـــوْدِ و المِكـْـثـــارِ
و أحـالَ بـَيْـنَ رجَاءِنـا و مـَـنــالـِنــا
وأحـالَ بـَيـْنَ السُـحـْـبِ والإمـطـــارِ
فانظـُر إلى الأرضِيْـنَ فى قـفـراءِها
قـَد كـُـنـتَ فِـيـهـا أعـــذبَ الأنـهــارِ
رَوَّيـْـتـنــا .. ورَوَيْـتَ عَـنـَّا مَجـدَنا
فـَرَفـَعـْـتَ فِـيـْـنــا هَـامـَةَ الإِكـْــبــارِ
يا أيُّـهـا العَـرَبىُّ صُـغـْــتَ عُرُوْبَتِىْ
عـَـــزمًا تجـَـلـَّى فـى دَمِ المِـغـْــوارِ
يا أيُّـهـا الوَطـَنُ الوَطِـيـْـنُ بـداخِـلِىْ
لـَيْسـَـت تـمـُوْتُ مـَـنـابـعُ الأَعــْمـارِ
يا أيُّـهــا الـتـاريخُ مـا مـاتَ المـَـدَى
ما مـــاتَ مـَن أنعـَـمـْــتَ بالتــَـذكارِ
فاحـْـيـا كما أحـيـَيـْتَ فيْـنـا وَجـْـدَنـا
وانـْعــَمْ لـَـدَى الجـَـنــَّـاتِ بالأَبــْـرارِ
===================