تم النشر فى : الأحد، 19 يونيو 2022
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK

أحوال ونظام التعليم الأساسي في السويد




الوطن العربى اليومية - ستوكهولم ، sweden.se..


الهدف الأساسي من التعليم في السويد هو اكتشاف مهارات كل طفل ورعايتها وتنميتها، ولضمان ذلك يجب أن يكون كل التلاميذ قادرين على تطوير إمكاناتهم الكاملة. كما أن التعليم يسعى لكي يمنح التلاميذ المعرفة، والدافع لتعلم المزيد طوال حياتهم. ويتم دعم التلاميذ من قبل معلميهم لمساعدتهم على تحقيق متطلبات المعرفة. أغلب السويديين يضعون أطفالهم في دور الحضانة حينما يبلغون من العمر سنة، ومن هنا تبدأ عملية رعاية الطفل واكتشاف مهاراته وتنميتها، تعتمد دور الحضانة بشكل أساسي على اللعب مما يجعلها محبوبة من الصغار، ويتعلم الطفل من هذه المرحلة مجموعة من قيم ومهارات الحياة، كأهمية النظام، والترتيب، ومفهوم الديموقراطية، والمشاركة، والعدالة والمساواة، ومعلومات مبسطة عن حقوق والطفل وغيرها. وينتهي الطفل من مرحلة الروضة حينما يبلغ السادسة، وينتقل إلى الصف التمهيدي، وكل طفل في السويد له مقعد مضمون في الصف التمهيدي، الذي يعتبر خطوة انتقالية إلى التعليم الأساسي، وتكون أجواء الصف التمهيدي ما بين أجواء الروضة التي تعود عليها الطفل، وما بين أجواء المدرسة التي يكون فيها كراسي وطاولات ومعلم ومنهج تعليمي. يلتحق الطفل بالسنة التمهيدية حينما يبلغ السادسة من عمره، وتكون السنة التمهيدية عادة في نفس المدرسة، وليست منفصلة عنها كالروضة، كما يكون الصف التمهيدي عادة بجانب الصف الأول الابتدائي، أو تكون هناك أنشطة كثيرة مشتركة بين طلابي الصف التمهيدي والصف الأول الابتدائي حتى يتآلف طالب الصف التمهيدي مع جو المدرسة أكثر، وبالتالي يسهل عليه في السنة التالية الانتقال للصف الأول بسلاسة. يبدأ الطلاب في السويد الدراسة الإلزامية والتي تبدأ من السنة التمهيدية عندما يبلغون السادسة من العمر، ويتم تعيين السنة حسب سنة ولادة الأطفال وليس حسب تاريخ ولادة كل طفل، فمثلاً التحق بالصف الأول في عام ٢٠١٨ كل مواليد عام ٢٠١١، وسيدخل جميع مواليد عام ٢٠١٢ الصف الأول في عام ٢٠١٩، وهكذا. التعليم الأساسي الإلزامي يتكون من عشر سنوات، وهي عادة تعتبر تسع سنوات متواصلة، من الصف الأول إلى التاسع، بدون تفريق رسمي شامل بين هذه المراحل، وهناك تفريق منهجي لهذه السنوات يوزعها على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى من الصف الأول وحتى الثالث، ثم من الصف الرابع وحتى السادس، ثم من السابع وحتى التاسع. للأطفال في السويد الحق في الاحترام تماماً كالكبار، ولا يمكن لأحد أن يقلل من احترامهم وقيمتهم بأي شكل من الأشكال، لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم معلم أو معلمة الصف بمدح طالب والاهتمام به دون غيره، أو إهمال طلاب آخرين، وإن كانت هناك مشاكل تتعلق بالطفل فيتم مناقشتها معه على انفراد، أو مع والديه، ويتم التعامل بحزم وبأساليب تربوية مع من لا يلتزم بالأنظمة أو يتعدى على غيره، ولكن بدون أن يكون في ذلك أي سخرية أو استهزاء أو تصرف يمكن أن يقلل من احترام الطالب. فكلمة “فاشل” على سبيل المثال واحدة من المحظورات في التعامل مع الأطفال، أو حتى في تعامل الأطفال فيما بينهم. فالجميع مبدعون إن عرفنا كيف نوجههم لما يحبون. التعليم الأساسي في السويد ممول بالكامل من الضرائب بدءاً من السنة التمهيدية، ولا يدفع أولياء أمر الطالب أي رسوم أو تكاليف مهما كانت كما هو الحال في مرحلة الحضانة، كما تقوم المدرسة بتوفير كل الاحتياجات الدراسية للطالب من كتب ودفاتر وأقلام وغيرها، وعادة ما يترك الطالب كل كتبه ودفاتره وأدواته في المدرسة ولا يأخذها إلى البيت، لذلك من الطبيعي أن تجد طلاب المدارس يحملون معهم حقائب صغيرة تحوي حاجياتهم الشخصية فقط حينما يذهبون إلى المدرسة. وحتى لو كانت هناك رحلات مدرسية فعلى المدرسة أن تتحمل التكاليف، ولا يتم طلب أي مبالغ من الطالب أو الأهالي. والتعليم إجباري في المرحلة الأساسية، وإن لم يلتحق الطالب بالتعليم في هذه المرحلة، أو كثر غيابه، فإن الوالدين سيتعرضان للمساءلة، لأن هذا يعتبر إخلالاً بحق الطفل في التعليم. إن كان والدا الطالب يعملان، فيمكن للطالب أن يبقى لوقت أطول في المدرسة فيما يسمى بالسويد بالـ “فريتيد”، أو نوادي أوقات الفراغ. يبدأ استقبال الطلاب في هذه النوادي قبل بدء الدوام المدرسي بساعتين تقريباً، ويستمر عادة حتى الساعة السادسة أو السابعة مساءً، ويتم في هذا الوقت رعاية الطلاب، وتوفير العديد من الأنشطة والألعاب لهم، حتى ينتهي أحد الأبوين من عمله، ويأتي لاصطحاب طفله من المدرسة. وعادة لا يكون الوقت الحر مجانياً تماماً، بل يكون باشتراكات رمزية يدفعها الوالدان للبلدية. لا توجد في مدارس السويد (بوفيهات) أو (مقاصف) في المدارس، بل يوجد مطعم رسمي، يتم فيه توفير الوجبات للطلاب مجاناً. الوجبة الرئيسية التي يتم توفيرها للطلاب هي الغداء والتي تأتي عادة خلال اليوم الدراسي، يتجه الطلاب وقت الغداء إلى المطعم ليتناول كل منهم غداءه بنظام وفي وقت محدد لذلك، ويكون الطعام الموجود طازجاً، ومن إعداد مطبخ المدرسة عادةً، أو أحد المطابخ القريبة من المدرسة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن عائلة الطفل عادة ما تقدم عند انتساب طفلها إلى الحضانة، أو المدرسة قائمةً بالأكلات التي لا ترغب بأن يتم تقديمها لطفلها “إن وجدت”، إما لأسباب صحية أو دينية، فتقوم إدارة المدرسة أو الحضانة بالحرص على تجنب تقديم هذه المأكولات للطفل. بالتالي لا يحمل الطالب معه أي مصروف أو نقود حينما يذهب إلى المدرسة، لأنه لن يحتاجها في شيء هناك. رغم أن القوانين والأنظمة التعليمية بنيت على أساس المساواة والتكافؤ بين جميع الطلبة، فإن التقارير الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والتقارير الصحفية السويدية الاستقصائية الصادرة في العامين الأخيرين تظهر أمراً مناقضاً. ففي حين يرصد تقرير صادر عن المنظمة الدولية أن السويد تقع في أسفل الترتيب بين دول الشمال الاسكندنافي فيما يتعلق بالمساواة المدرسية بين الطلبة، وموقعاً متأخراً بين بلدان الاتحاد الأوروبي، فإن تقريراً استقصائياً لصحيفة (افتونبلاديت) السويدية على سبيل المثال كشف عام ٢٠١٨، أن نسبة مرتفعة من المدرسين يميلون لإعطاء درجات أقل في الاختبارات للطلاب الذين يحملون أسماء لعائلات أجنبية لاعتقادهم أن الطلاب من ذوي الخلفيات المهاجرة لا يفهمون صيغة السؤال باللغة السويدية والمطلوب الاجابة عنه أساساً بشكل صحيح. يدرس الطالب العديد من المواد من الصف الأول إلى الثالث، تحوي عادة الرياضيات، اللغة السويدية، والتدبير المنزلي، والتاريخ والجغرافيا، وحينما يصعد إلى السنوات من الرابع إلى السادس فإن الطالب يركز أكثر على العلوم الاجتماعية، ويشارك في نقاشات كثيرة عما يحدث في العالم حوله. ويبدأ الطفل عادة في تعلم الإنجليزية من الصف الثالث، ويكون التعليم في البداية بسيطاً وبأشياء محببة كتعلم الأرقام، وترديد بعض الأغاني وقراءة القصص، كما يتعلم الطفل العلوم الطبيعية، ولكن تكون أغلبها عن طريق الرحلات إلى الطبيعة، واكتشاف وملاحظة ما يجري حوله. ويزداد التعليم كثافة بشكل ملحوظ بدءاً من الصف السادس، حيث تزداد الواجبات المنزلية، وحجم ومستوى النقاشات التي تتم في المدرسة، كما يختار الطالب في الصف السادس لغة أخرى ليتعلمها كالفرنسية أو الألمانية أو الإسبانية أو الروسية أو لغة الإشارة. من الأمور الأساسية في النظام التعليمي في السويد تشجيع الطلاب على التفكير، وليس التلقين من طرف واحد. بالتالي يتم تشجيع الطلاب على نقد الأفكار التي تطرح عليهم، والمنهج المتبع عادة هو أن يحاول الطالب إثبات فكرته أو نظريته، بالحجة والمنطق، أو بالتجربة، وهذا ما يعلم الطالب أساسيات التفكير، والانتقاد، وطرق التوصل إلى المعلومة الصحيحة. الأمان والراحة النفسية للطالب هي الأولوية الأولى في المدارس في السويد، ويتم الانتباه لها في جميع الأنشطة والمناهج والبرامج في المدرسة، في كل شيء. تعمل إدارة المدرسة مع المعلمين على توفير بيئة آمنة للطالب، تجعله يشعر بالثقة والأمان في المدرسة، كما توفر المدارس مسؤولين اجتماعيين للطلاب يمكنهم دوماً الحديث معهم ومساعدتهم في مواجهة أية إشكالات تمر بهم، كما توجد في كل مدرسة برنامج متابعة لأي حالات توتر، أو تنمر، أو عنف، تحدث لديهم، ويتم العمل على معالجة أي حالات تحدث ومتابعتها باستمرار. تقوم كل مدرسة بتوفير ممرضة أو ممرض للطلاب، يقوم الممرض بالمتابعة الدورية الصحية لجميع الطلاب، كما يقوم بإجراء أي فحوصات شاملة لأي مرحلة عمرية تطلبها الدولة، أو بإعطاء تطعيمات أحياناً، كما يتم اللجوء للممرضة في حال حدوث أي حوادث أو عوارض صحية للأطفال في المدرسة. ويقوم طبيب بزيارة المدرسة بشكل دوري، لمتابعة سير الأمور، وتولّي أي قضايا صحية خاصة تستدعي تدخله.

الناشـر :

الناشـر مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK على 4:30:00 ص. فى باب . يمكنك متابعة أخبارنا وموضوعاتنا والتعليق عليها من خلال الدخول إلى RSS 2.0. ، فأهلاً بك

للحصول على نسختك الورقية من هنا ، إضغط هنا لطباعة الصفحة

اترك الرد

تفضل بوضع تعليقك هنا وأهلا بك وتعليقك الملتزم المحترم

Translator of WA Daily Newspaper

للحصول على نسختك الورقية من هنا

الارشيف

الشاعر دكتور علاء الدين سعيد وقصيدته "المأساة عربية" من حفل ديوانه قافلة العودة بمعرض القاهرة للكتاب

ديوان " قافلة العودة " للشاعر د. علاء الدين سعيد ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023م

الآن بالمكتبات الكُبرَى ومنافذ التوزيع ديوان "قافلة العودة" للشاعر د. علاء الدين سعيد

الحمـلة العالميـة لمقاومـة التطبيـع مع العدو

حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي اس" (حركة مقاطعة العدو الصهيوني)

تحويل العملات ، وأسعار الصرف

كاريكاتير

إشترك وتابع قناة دكتور علاء الدين سعيد، على يوتيوب

إشترك في نشرتنا البريدية عبر بريدك الإلكترونى ليصلك جديدنا

تفضل بوضع بريدك الكترونى هنا ثم اضغط ثم قم بتفعيل اشتراكك من خلال بريدك الأكترونى

Delivered by FeedBurner