تم النشر فى : الخميس، 10 ديسمبر 2020
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
الدكتور غسان شحرور ، يكتب: في يومها العالمي 12 ديسمبر/ كانون أول ، "التغطية الصحية الشاملة" هي حماية الجميع في كل مكان
أكدت جائحة كـوفيد-19 أكثر من أي وقت مضى أن تحقيق رؤية "الصحة للجميع" بل وتحقيق "أهداف التنمية المستدامة" في العالم أيضاً لن يشهدا النور ما لم ننجح في توفير "التغطية الصحية الشاملة" لجميع الناس وفي كل مكان.
في 23 أيلول/سبتمبر 2019 شهدت الأمم المتحدة أهم إعلان تاريخي في مجال الصحة والتنمية، بشأن تحقيق "التغطية الصحية الشاملة"، وفي إعلان القمة العالمي رفيع المستوى هذا التزمت الدول الأعضاء بإحراز المزيد من التقدم باتجاه تحقيق "التغطية الصحية الشاملة" عن طريق الاستثمار في مجالات رئيسة تتمحور حول الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز النظم الصحية بحيث تستطيع تنفيذ تدخلات صحية عالية الأثر لمكافحة الأمراض وحماية صحة المرأة والطفل، وتشتمل هذه المجالات أيضاَ آليات تكفل ألا يتعرض أي أحد لمصاعب مالية من جراء اضطراره إلى سداد تكاليف الرعاية الصحية، تزداد أهمية ذلك خاصة أنه لم يبق أمام العالم سوى عشر سنوات لكي يحقق "أهداف التنمية المستدامة 2030 "، علماً بأنه لا غنى عن "التغطية الصحية الشاملة" لضمان بلوغها.
وهكذا أكد العالم أكثر من أي وقت مضى، أن رؤية “الصحة للجميع” التي نسعى إليها على مدى عقود، لا يمكن أن تتحقق ما لم ننجح في تحقيق “التغطية الصحية الشاملة” للجميع وفي كل مكان. فالصحة وفق التعريف الذي نشأت عليه "منظمة الصحة العالمية" هي "حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز"، وهكذا، فالإنصاف في الوصول إلى الخدمات الصحية ذات الجودة الأساسية هي لمن يحتاجها، وليس فقط لمن يستطيع تحمل كلفتها، مع ضمان توافر الحماية من أي عجز مالي قد يهدد ذوي الدخل المحدود، وهكذا لا نقايض الصحة بالمال مهما كانت الظروف.
قبل أن يجف مداد هذا الإعلان التاريخي أصيب العالم بجائحة كوفيد 19 التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من مليون شخص، وأصابت أكثر من أربعين مليون شخص في أكثر من 190 بلداَ، إضافة إلى التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والإنسانية الخطيرة الأخرى التي أضحت معروفة لدينا جميعاَ.
نعم لقد شكلت هذه الجائحة وتداعياتها العديدة تحديات كبيرة لمختلف جوانب حياة الإنسان وبشكل خاص للخطة العالمية لتحقيق التنمية المستدامة بحلول العام 2030 فقد كشفت عن قصور فادح في النظم الصحية داخل بلدان العالم نفسها وفيما بينها أيضاَ، وكذلك في نظم وآليات الاستجابة العالمية المنسقة لحالات الطواريء الصحية، وفي تدابير التأهب للأوبئة والاستجابة السريعة لها وهي حاجة عالمية أساسية ملحة في مواجهة الكوارث العابرة للحدود، كذلك امتد القصور أيضا إلى حماية نظام تقديم الخدمات الصحية الأساسية الأخرى أثناء تفشي الجائحة وحماية العاملين الصحيين فيه سيما أنهم يشكلون خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الجائحة في كل مراحلها.
لقد أظهرت تداعيات جائحة كوفيد 19 هذه وأكثر من أي وقت مضى أن السعي إلى تحقيق “التغطية الصحية الشاملة” أصبح أكثر إلحاحاً، ورغم كلفتها فهي رخيصة عندما نرى العواقب الوخيمة المترتبة على غيابها.
لا يسعنا في هذا اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة 2020 الذي يحمل شعار "الصحة للجميع: حماية الجميع"، إلا أن نؤكد أن "الصحة للجميع" حق أساسي من حقوق الإنسان، و “التغطية الصحية الشاملة” هي أداة محورية للوصول إلى كل إنسان وفي كل مكان. فالصحة كما هو معروف لدينا هي محور حقوق الإنسان، وما “التغطية الصحية الشاملة” إلا أداة تحقيقها، فلنعمل جميعاَ على أن تشمل الجميع وفي كل مكان.
------------------------- الكاتب : دكتور غسان شحرور- كاتب وباحث.
#ProtectEveryone
#HealthForAll
#UHCDay
#covid_19