تم النشر فى : الخميس، 18 فبراير 2021
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK

السبق العربي في الطرق والتجارة العالمية - بقلم الأستاذ: أحمد حمزه نمير


الوطن العربى اليومية - لندن..

                                                    استوقفني السرد التاريخي الشيق الغريب والممتع في صفحات كتاب : كتاب التاريخ النقدي للتخلف ( د. رمزي زكي ) و في أحد فصوله عن التبادل التجاري في العصور الوسطى وأهمية الطرق الدوليه في التجاره العالميه والمحليه ، وأيضا نقل الثقافات والحضارات بين الشعوب والإستفاده من تقدم وتباين السلع بين الدول ، - فلايوجد دوله في هذا العالم تتمكن من الإستغناء الكامل عن جيرانها أوالمجتمع الدولي نهائيا !- فمنذ البدايات في المجتمعات العربيه القديمه كانت تعقد إتفاق أو حلف بين القبائل ووصولا إلى البلاد المجاوره والبعيده لحماية القوافل التجاريه ورحلات السفر والحجيج، والتعهد بحمايتها والدفاع عنها في طريقها إلى الأسواق التي تحط رحالها فيها ، وإلى الكعبه المشرفه والتي كانت مقصد التجار والقبائل على مر العصور ! والمعامله بالمثل حين المرور في بلادهم !، ويبرم هذه الإتفاقات كبار وزعماء القبائل منهم (هاشم بن عبد مناف) ، وأشهر رحلات تجاريه رحلتي الشتاء والصيف إلى الشام وإلى اليمن، وكلما كانت هناك أنظمة للتبادل للتجاري وشبكة طرق حديثه عالميه كلما تمكنت الدول من إحراز نهضه تجاريه ، ومشروعات عملاقه وإقتصاديه كبيره تقود هذه الدول إلى الإنطلاق والتقدم إلى آفاق كبيره ونعود إلى أهمية الطرق في إنطلاق عصور الإزدهار و التبادل التجاري و بدايات الحركه التجاريه للعرب والمسلمين في العصور الوسطى حيث جاءت السيطره العربيه على تجارة العالم بفضل وصولهم إلى البلادالأفريقيه ، وبعض مناطق آسيا الصين والهند وأندونسيا، عن طريق البحر ، وتميز العالم العربي في تلك الفتره بوفره في الإنتاج الزراعي لإزدهار الزراعه في وديان دجله والفرات والنيل ومنطقه الهلال الخصيب وشمال أفريقيا وكانت تنطلق السفن من الخليج العربي إلى السواحل الإفريقيه محملين بالأقمشه والسجاجيد والمنتجات الزراعية والحرفيه واقاموا محطات تجاريه في ممباسا وومقديشو وبرواه وزنجبار، وفي طريق عودتهم يحملون الرقيق الأسود والعاج والعنبر والريش والمنتجات الإستوائيه، وكانت السفن الأخرى تتجهه إلى الهند والصين وأندونسيا وسيلان لتعود محمله بالمنسوجات الحريرية والتوابل والكافور والمسك والبخور، من خلال ثلاث طرق : طريق ينساب من العراق وأرمنيا ويتجهه إلى بحر قزوين والأنهارالروسيه وطريق إنتقال السلع إلى مصر عمن طريق برزخ السويس إلى البحر المتوسط، والطريق الثالث إلى شمال أفريقيا وصقليه والأندلس ثم إلى إيطاليا وشمال أسبانيا وجنوب فرنسا ثم طريق رأس الرجاء الصالح وتنبهت الدول الأوربيه لازدهار التجاره وثراء التجار العرب؛ فزحفت البرتغال – لتفوقها في البحار وسبقها في الكشوف الجغرافيه – إلى السواحل الأفريقيه ووجدوا فيها كنزلاينضب وإحتلوا البلاد الأفريقيه المسالمه الذين رحبوا بالأوربيين في البدايه لكنهم نهبوا ثرواتهم وبخاصه المنتجات الإستوائيه و الدهب وأقاموا محطه للتجاره الدهب في غانا ( ساحل الدهب) وساقوا الألاف من العبيد إلى أوروبا وتسللوا إلى الثروات الطبيعيه في السواحل الإفريقيه وربحوا مكاسب طائله من تجارة الرقيق - وتقول بعض المراجع أن الأوربيون أفرغوا من أفريقيا من ٦٠ إلى ١٠٠ مليون مواطن أفريقي – ودارت معارك طاحنه مع التجار العرب وفي ذلك الوقت كانت الطرق البريه غير آمنه تماما لسيطره قبائل وعصابات( تتاريه) عليها وتبعت البرتغال أسبانيا وهولندا وإنجلترا كما اتجهوا أيضا إلى السواحل الأمريكيه المكسيك والبرازيل وفعلوا كل الأفاعيل مع السكان الأصليين ونهبوا ثروات البلاد التي سيطروا عليها !! إن الإتفاقيات الدوليه الحديثه دشنت طبقا لمعايير السلامه والحمايه الدوليه فكل التبادلات التجاريه تتم عن الطرق البريه الحديثه المؤمنه وتوافر كل الإمكانيات الحديثه والسريعه حتى الإستراحات والمطاعم والهايبرالتجاري على طول الطريق، وكذلك السكك الحديديه الدوليه عبر الحدود الدوليه و الإقليميه والداخليه ، وتحديد الطرق والدروب حتى في المناطق الصحراوية الوعره ، وعبر البحار والمحيطات من خلال الخطوط الملاحيه والمياه الإقليمية الدوليه و المواني والمراسي ، استخدام المجالات الجويه للطائرات للدول بعد الإتفاق بينهما ، وطرق وخطوط الطيران والمطارات العالميه والقوانين الدوليه و شركات النقل مما جعل العالم كله قريب ومتواصل!، ويتم تبادل الخبرات والافكاروالصفقات والمنتجات الصناعيه، والزراعيه والمواد الخام وإثراء حركة الترجمه ، والتعرف على ثقافات وحضارة الشعوب، وهذه العلاقات الدوليه تحكمها السياسه الدوليه أيضا ، والعامل الإستراتيجي الجغرافي مع الإستفاده من الإقتصادات القوية ودعم الإقتصادات الناشئه ، وذلك من خلال الإتفاقات التي تبرمها الدول مع بعضها البعض ومن إتفاقات تنظيم وتأمين الطيران المدني والنقل الجوي والبحري والإتفاقيات الجمركيه والحمايه الحدوديه، وإتفاقيات الإتصالات الأليكترونيه ووفقا لأحكام صارمه لحماية المسافرين والتجاره العالميه.

الناشـر :

الناشـر مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK على 1:00:00 ص. فى باب . يمكنك متابعة أخبارنا وموضوعاتنا والتعليق عليها من خلال الدخول إلى RSS 2.0. ، فأهلاً بك

للحصول على نسختك الورقية من هنا ، إضغط هنا لطباعة الصفحة

اترك الرد

تفضل بوضع تعليقك هنا وأهلا بك وتعليقك الملتزم المحترم

Translator of WA Daily Newspaper

للحصول على نسختك الورقية من هنا

الارشيف

الشاعر دكتور علاء الدين سعيد وقصيدته "المأساة عربية" من حفل ديوانه قافلة العودة بمعرض القاهرة للكتاب

ديوان " قافلة العودة " للشاعر د. علاء الدين سعيد ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023م

الآن بالمكتبات الكُبرَى ومنافذ التوزيع ديوان "قافلة العودة" للشاعر د. علاء الدين سعيد

الحمـلة العالميـة لمقاومـة التطبيـع مع العدو

حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي اس" (حركة مقاطعة العدو الصهيوني)

تحويل العملات ، وأسعار الصرف

كاريكاتير

إشترك وتابع قناة دكتور علاء الدين سعيد، على يوتيوب

إشترك في نشرتنا البريدية عبر بريدك الإلكترونى ليصلك جديدنا

تفضل بوضع بريدك الكترونى هنا ثم اضغط ثم قم بتفعيل اشتراكك من خلال بريدك الأكترونى

Delivered by FeedBurner