تم النشر فى : الأحد، 21 مارس 2021
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK

الأم وطن أبدي - بقلم الأستاذ: أحمد حمزه نمير


الوطن العربي اليومية - لندن..

                                                    تنسج الأم نسيجا حريرا رقيقا ودقيقا في بناء أسرتها ، وتعيش حياتها ما بين خوفها على أبنائها ومستقبلهم وكيفية إدارة حياتها بنجاح بالإيثار والحب والتفاني دون إنتظارأي مقابل! ولا يسعدها سوى سعادة الأبناء والأحفاد و بر الأبناء والمبادرات والكلمات الطيبه تساهم في رسم البسمه على طلة الوالدين وإسعاد قلوبهم، ورغم إختلاف الأساليب في تربية الأبناء مابين الإعتدال والتدليل والقسوه يبقى نبل المقاصد والحب الخالص للأبناء ، وكذلك الكلمات والنصائح التي تنطلق من الحناجر الرقيقه تحمل الحب والصدق وسمو الغايه و جميل المعاني، وأسمى التعاليم الروحيه والسماوية لابد أن تجد وقعا طيبا و أصداء البر الرحيبه، وتصل إلى عقول و قلوب الأبناء وتظل هذه الكلمات عالقه بالأذهان مدى الحياه ! حتى ولولم تجد عند بعض الأبناء من يعيها او يدركها في وقتها !،و عندها تبدو الكلمات التي لاتجد صدى من الأبناء وكأنها تتوارى في إنحدارات الصمت ! وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً»٢٣ الإسراء .... قصص كفاح أمهاتنا كثيره وثريه قد تصل إلى الإعجاز المبهر في ظل أوقات صعبه وإمكانيات محدوده ومعاناة ممزوجه بالمراره والمثابره ومحاولة التوافق بين العمل وتربية الأبناء ، وفي بعض الأحيان تلجأ إلى ممارسة بعض الأعمال البسيطه ذات العائد الزهيد وتحتاج مهارات العمل اليدوي ، بعد تخلي من هم منوطين بالمسؤوليه عن مسؤولياتهم ، ويكون وقود هذا الكفاح دوما هوإدراك وتلمس نجاح الأبناء في حياتهم ، وصعودهم العلمي والعملي سلم الإستقرار والتفوق في الحياه ، رغم ما تكابده الأم من الصعاب، بالإضافه إلى ما نلحظه من إنصراف وتمرد الشباب على الحياه الأسريه الرتيبه ، و زيادة بون الخلاف في الآراء والرؤى والطموح بين الأجيال ، وعلى الأم مواجهته هذه الخلافات ، والأفكار في ظل المناداة بالإستقلال المبكر عن الأسره حتى من الفتيات وترك الكبار وحدهم ! وهي أمور غريبه على آدابنا الإسلاميه ومجتمعاتنا العربيه والفطره الإنسانيه ! وعندما يمر أي منا بالضيق وإذا حاصرته الهموم وإشتدت عليه المحن و وإنكشفت له حقيقة البعض! وإكتشاف إبداعهم في الكذب والمكر والمخاتله وهم من أقرب الأقارب وممن يرتدون أقنعة الأصدقاء !، فتأتي رسائل الأم تمنحنا القوه، و تمدنا بالدعاء وبالحث على التوجهه إلى الله عزوجل وبأن ليس هناك ملجأ ومنجأ إلا الله سبحانه وتعالى وهو العلي القدير القادر على تفريج الكروب وإنزال الحبور والسرور على القلوب الحائره الملتاعه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين وأصلح لى شأني كله لا إله أنت)) رواه ابو داوود وأيضا يقول : "لاحول ولاقوه إلا بالله ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين": «اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت» " لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وأفوض أمري الى الله إن الله بصيرًا بالعباد" .مهما مرت السنوات تعاودنا فكره الحنين إلى الأم الوطن الأول خاصة في الملمات والشدائد لأن الأم رمز الوطن والإحتواء والنقاء وراحة البال، ودائما أحن شخصيا إلى المرفئ القديم في وطني الأزلي أمي، وأستعيد كلماتها العفويه الحكيمه ، وبشاراتها بالمستقبل رغم لحظات الالم التي مررنا بها ، ورغم أنني أبدو كملاح حالم بلا سفينه ينتظر ضفافا زمرديه خضراء في أفق من الضباب . كأن هناك إرتباط وثيق بين سعادة الإنسان وشقاؤه ووجود أمه ، فكلنا يحب أن تشاركه أمه سعادته ونجاحاته وكم منا كان يتمنى أن تكون أمه على قيد الحياه لترى ما وصل إليه من نجاحات وتميز وتحوله إلى مصاف كبار الناجحين ..... فكرة عيد الأم، ظهرت لأول مرة في مصر على يد الكاتب الصحفى الكبير على أمين، أحد مؤسسى مؤسسة دار أخبار اليوم الصحفية مع توأمه مصطفى أمين، حيث تلقى الكاتب الراحل، رسالة على بريد القراء بالصحيفة، تشكو فيها إحدى الأمهات، من سوء معاملة أولادها، ونكرانهم للجميل، فى الوقت الذى زارت فيه سيدة أخرى مكتب على أمين، وتحدثت معه عن أولادها التى قامت بتربيتهم بعد وفاة والدهم، ورفضت الزواج، وعملت على تربيتهم حتى تخرجوا فى الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، ومن خلال عمود الكاتب الراحل على أمين الصحفى، حيث قال: "لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدًا قوميًا فى بلادنا وبلاد الشرق، وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة، ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها (شكرا) أو (ربنا يخليك)؟ لماذا لا نشجع الأطفال فى هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولون هم فى هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، لكن أى يوم من السنة نجعله عيد الأم؟ فإختار القراء أول أيام فصل الربيع الواحد والعشرين من مارس (،آذار) من كل عام ".

الناشـر :

الناشـر مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK على 12:30:00 ص. فى باب . يمكنك متابعة أخبارنا وموضوعاتنا والتعليق عليها من خلال الدخول إلى RSS 2.0. ، فأهلاً بك

للحصول على نسختك الورقية من هنا ، إضغط هنا لطباعة الصفحة

اترك الرد

تفضل بوضع تعليقك هنا وأهلا بك وتعليقك الملتزم المحترم

Translator of WA Daily Newspaper

للحصول على نسختك الورقية من هنا

الارشيف

الشاعر دكتور علاء الدين سعيد وقصيدته "المأساة عربية" من حفل ديوانه قافلة العودة بمعرض القاهرة للكتاب

ديوان " قافلة العودة " للشاعر د. علاء الدين سعيد ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023م

الآن بالمكتبات الكُبرَى ومنافذ التوزيع ديوان "قافلة العودة" للشاعر د. علاء الدين سعيد

الحمـلة العالميـة لمقاومـة التطبيـع مع العدو

حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي اس" (حركة مقاطعة العدو الصهيوني)

تحويل العملات ، وأسعار الصرف

كاريكاتير

إشترك وتابع قناة دكتور علاء الدين سعيد، على يوتيوب

إشترك في نشرتنا البريدية عبر بريدك الإلكترونى ليصلك جديدنا

تفضل بوضع بريدك الكترونى هنا ثم اضغط ثم قم بتفعيل اشتراكك من خلال بريدك الأكترونى

Delivered by FeedBurner