تم النشر فى : الثلاثاء، 27 أبريل 2021
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
الأهمية الروحية للصيام - بقلم الأستاذ: أحمد حمزه نمير
يهل علينا شهر رمضان المعظم ضيفا له مهابته وقدسيته وجلاله ، يحرص كل من يشهد هذا الشهر الكريم على الإجتهاد في الطاعات ، والعطاء والبذل في سبيل الله ، مع تدريب النفس على الصبر، والتزود من التقوى وزيادة الإيمان والإجتهاد في العمل الصالح والإيثار والحرص على كثرة الدعاء والتبتل إلى الله لرفع الدرجات ونيل البركات ، والصوم أحد أركان الإسلام الخمسه في أن يمسك الإنسان طواعيه وإمتثالا لأمر الله عز وجل عن شهواته مخالفا لما إعتاد عليه باقي أيام السنه ويمسك عن ماهو مباح وحلال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (18٣ ) سورة البقره وتجربة الصيام تأتي بفوائد كثيره منها تنقية الأبدان من السموم والأمراض وفقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم صوموا تصحوا وفقا لأكثر النتائج العلميه الحديثه عن فوائد الصيام فكثيرا نجد الطبيب بالعلاج بالصيام وأيضا يأمر الطبيب غير المسلم في الخارج مريضه المصاب بالتخمه والإفراط في الطعام بالصيام كصيام المسلمين !!، ومن أحدث أنظمه الحميه ( الدايت )العالميه الصيام المتقطع ! وأيضا تم التأكد أن الصيام يخلص الجسم من السموم والفضلات والرواسب الناتجه من مواد غذائيه لا تتناسب تركيبتها الغذائيه مع الجهاز الهضمي لدى بعض الناس وتقليل مستويات السكر في الدم ويريح البنكرياس وحرق الدهون ويعالج إرتفاع ضغط الدم ويعزز جهاز المناعه ومنذ القدم أستخدم الصيام في علاج بعض الأمراض وفي العصور الحديثه أشارت العديد من الأبحاث العلميه لفوائد الصيام ، ومن ممن كتب في أهمية الصوم وفوائده طبيب الماني هو الدكتور وولف باير في كتابه العلاج بالصوم علاج المعجزات وأكد في كتابه أن الصوم هومن أكثرفاعليه في القضاء على بعض الامراض وأن الصوم والجراحه هما أهم أمران هامان في العتاد الطبي واشاد طبيب روسي بالصوم فقال: بعد سنوات من ممارسة الطب والكفاح العلمي وعقب جميع التجارب التي أجريتها توصلت إلى أن الصوم ليس أداه للعلاج جيده جدا بل أنه يستحق الإحترام والتقدير من وجهة نظر الثقافه أيضا ! وطبيب جراح آخر (أوزبك) في جامعة أوبسالا كان يستخدم الصوم في العلاج داخل المصحات ويسجل أبحاثه العلميه فيها ونظرا لنجاحه في علاج الحالات منحته الإداره المسؤله مكافأه شهريه كبرى إضافيه
عظمة الإسلام تكمن في تحقيق التوازن بين الرغبات الإنسانيه الطبيعيه ، وإزكاء الجانب الروحي لدى الإنسان، فلا يغلب الشراهه الماديه وسطوة رغبات الجسد، ولا هويتجاهل الجانب الروحي السامي، وهنا يأتي تدريب النفس على تحمل المشقه وهي من أسرار الصيام لأنه يمنح القوه الإيمانيه والجلد والصبر في مواجهة المصاعب ،وهذا الصوم يمثل رصيدامن الثبات لمواجهة معتركات الحياه!، ولذلك يسمى شهر رمضان بشهرالصبر!،.... أقبل على الروح وأستكمل فضائلها .. فأنت بالروح لا بالجسم إنسان … ويقول البوصيري: والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم .....ورغم أن التعود على كثرة الطعام في الأيام العاديه وهوحلال !، إلا أنه منهي عنه والآيات كثيره: كلوا وأشربوا ولاتسرفوا(الأعراف )(٣١ )، والأحاديث كثيره أيضا : حسب أبن آدم لقيمات يقمن وأده... إلا أن النهم الشديد والمبالغه في الإشباع المادي قد يقود إلى الحرام أيضا لمزيد من الإشباع والنهم والشراهه بالإضافه إلى الأمراض التي ستحل بالبدن نتيجه لهذا ، ومن أقوال السلف الرائعه في هذا الموضوع :إذا أتيح لك أن تدع شيئا مما أحل الله فإفعل فإن من إستوعب الحلال كله تاقت نفسه إلى الحرام!، وذلك قد يفسر لجوء بعض شباب الأثرياء إلى إدمان المخدرات وتناول الخمور.
ومن مظاهر الجانب الروحي الإستعداد الحقيقي للشعائر ونية التسامح والحفاظ على الصيام نقيا من الكلام الفاسق والغيبه والنميمه ، وإيذاء الناس و الحرص على مواصلة العمل، وعدم التقاعس وتعطيل مصالح الناس ، ثم الحرص على إصطحاب الصغار من الصبيه والفتيات للصلاة و صلاة السنن والتهجد في المنزل جماعه ، والمدوامه على قراءة القرآن الكريم والحرص على تعليم الأطفال التعاليم المبادئ الأخلاقيه، وقصص الأنبياء والصالحين ، وإغتنام الجائزه الكبرى: ليلة القدر التي هي خير من عبادة ألف شهر! والتماسها في العشر الأواخر من شهر رمضان والتعرض لهذه النفحات الربانيه والفيوضات والمنن الآلهيه وقيام هذه الليله فرصه للتوبه النصوح ، ووقفه مع النفس لبدء حياه إيمانيه جديده
و إتفاقا مع الفكره الرمضانيه الأولى وهي : التكافل الإجتماعي وإعفاف الفقراء ، وإغنائهم، والإحساس بهم في هذا الشهر الفضيل ، و لما من عظم البذل في سبيل الله و مع حرص الكثيرين على التمتع بأطايب لطعام لاننس من يحتاجون إلى القليل منه!، ورفض الإسراف في الإستهلاك داخل الأسره الواحده وإستهلاك كميات مهوله من الأطمعه والحلويات والفواكه والعصائر وإرهاق ميزانية الأسره مما يؤدي إلى القاء كميات من الأطعمه الزائده ! وقد يلجأ البعض إلى الإقتراض أحيانا لمسايرة الأقارب والجيران وعمل كعك العيد وغيرها من العادات التي يجب ان يحكمها الإعتدال والتوسط الذي يأتي بين الإسراف والحرمان .