تم النشر فى : الأحد، 12 يونيو 2022
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
الإسلام، دين العلم والبحث الكونى
الوطن العربي اليومية - لندن..
لا يجوز أن نفهم العلم في الإسلام على أنه يعني فقط العلم بأحكامه وآدابه، وأنه لا شأن للإسلام بالعلم الكوني، أو العلم المادي، فإن مثل هذا الفهم خطأ. ذلك أن الإسلام جاء شاملاً لضروب النشاط الإنساني كافة ومنها البحث الكوني، وقد أمر الإنسان بتعمير هذا الكون المسخر له، وذلك يعني في الوقت نفسه أن الكون المشاهد خاضع لإدراكه وبحثه، وأن ظواهره ليست بالشئ المبهم الغامض الذي لا يفسر، وأن بمقدوره الاستفادة من الكون واستغلال خيراته على أوسع نطاق لتأمين حياته ورفاهيتها. قال الله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [16:12].
وتوجيه القرآن في هذا الصدد هو تأكيد لروح المنهج العلمي الصحيح الذي يدفع الإنسان إلى محاولة استكشاف ما هو مجهول من هذا الكون وظواهره على أساس من الثقة بقدرة الإنسان وبالعلم في مواجهة الطبيعة. ومما له دلالة على أن العلم في الإسلام غير محدود بحد معين؛ لقول الرسول صلى الله علية وسلم: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم"
وهذا مما يفتح الباب واسعاً أمام العقل ليستنبط من أنواع العلوم مالاحصر له، ومنها ما يتعلق بشئون السياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها، مما لو يرد فيه نص.
العلم في الشرع :
والدلائل على أن الإسلام يشجع العلم كثير ولقد ذكرت آيات كثيرة في القران الكريم والأحاديث النبوية وحياة المسلمين في زمن الرسول كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر
في القران الكريم :
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ1خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ2اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ3الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ4عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ5﴾ [96:1—5]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [58:11]
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ﴾ [3:190]
﴿وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ﴾ [51:20]
في الأحاديث النبوية :
روي عن أبي هريرة في صحيح مسلم:
العلم في الإسلام وَمَن سَلَكَ طَرِيـقـَاً يَلتَمِسُ فيهِ عِلمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيقاً بِهِ إلى الجَنَّةِ العلم في الإسلام
روي عن أبي هريرة في صحيح مسلم:
العلم في الإسلام إذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انقَطَعَ عمَلُهُ إلاَّ من ثَلاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أو عِلمٍ يُنتَفَعُ بِهِ أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدعُو لَهُ العلم في الإسلام
روي عن أبي هريرة في سنن الترمذي:
العلم في الإسلام مَن خَرَجَ في طَلَبِ العِلمِ فهو في سَبِيلِ اللهِ حتى يَرجِعَ العلم في الإسلام
في السيرة النبوية
فإن الرسول جعل أسرى غزوة بدر يفتدون أنفسهم بتعليم عشره من المسلمين القراءة والكتابة
كما أن السيدة حفصة في بيت النبوة،تعلمت القراءة والكتابة علي يد صحابية هي السيدة الشفاء بنت عبد الله وقد شجعها الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ على التعلم
حكم العلم في الإسلام
يعتبر الإسلام أن العلم فرض كفاية
وحسبنا أن نشير في هذا الصدد إلى مايقوله"الإمام الغزالى" منذ تسعة قرون في كتاب:"إحياء علوم الدين" تحت عنوان" بيان العلم الذي هو فرض كفاية":أما فرض الكفاية(من العلوم المحمودة) فهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا كالطب إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان، وكالحساب فإنه ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا والمواريث وغيرها. وهذه هي العلوم التي لو خلا البلد ممن يقوم بها لحرج فلا يتعجب من قولنا إن الطب والحساب من فروض الكفايات، فإن أصول الصناعات أيضاً من فروض الكفايات كالفلاحة والحياكة وغيرها.