تم النشر فى : الأربعاء، 8 فبراير 2023
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK

زلزال تركيا وسوريا العنيف فصل جديد من فصول مواجهة منطقة الشرق الأوسط لقوة الطبيعة




الوطن العربي اليومية -
 
الدوحة/قنا.. 

تتواصل جهود فرق البحث والإنقاذ في تركيا وسوريا للوصول إلى ناجين بين أنقاض آلاف المباني المنهارة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب، فجر أمس الاثنين المنطقة، ووصل صدى هزاته إلى عدة دول مجاورة؛ بينها لبنان والأردن والعراق والأراضي الفلسطينية وقبرص. ووقعت بؤرة الزلزال الأول في مدينة “غازي عنتاب” قرب الحدود مع سوريا بقوة 7.7 درجة بمقياس ريختر، وأعقبته عشرات الهزات الارتدادية الأخرى، أبرزها ما اعتبره بعض الخبراء زلزالا منفصلا في مدينة “قهرمان مرعش” بقوة 7.6 درجة، وتسببا بسقوط آلاف القتلى والجرحى في جنوب تركيا في مدن عدة، لا سيما “غازي عنتاب” و”قهرمان مرعش” و”ديار بكر” و”عثمانية” و”شانلي أورفا” و”أديامان” و”هاطاي” و”أضنة” و”ملاطيا”، وفي الشمال السوري. وقد أدى الزلازل والهزات الارتدادية لتدمير مبان وحولتها إلى ركام، وسط مخاوف من ارتفاع عدد القتلى جراء الحالات الحرجة لآلاف المصابين والمحاصرين بين الأنقاض، ودفعت الأوضاع الصعبة، التي زاد قسوتها سوء الأحوال الجوية، مئات الآلاف من السكان لترك منازلهم وقضاء الليل خارجا وسط درجات حرارة منخفضة، فضلا عن تضرر مواقع أثرية في البلدين. وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن زلزال “قهرمان مرعش” يعد أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ زلزال “أرزينجان”عام 1939، الذي يعد من بين أكبر الزلازل عالميا؛ إذ بلغت شدته 7.9 درجة، وتسبب في مصرع 33 ألف شخص، وإصابة نحو 100 ألف آخرين. وأعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” عن مخاوفها حيال الدمار في مدينة “حلب القديمة” السورية، و”ديار بكر” التركية المدرجتين على قائمتها للتراث الإنساني. وتقع تركيا على خط نشاط زلزالي هو من بين الأعلى في العالم، وفي مراجعة لسجل المنطقة في الزلازل المدمرة عبر التاريخ، نجد أن تركيا وسوريا شهدتا في القرن الـ 12 أكثر من 20 زلزالا مدمرا، تجاوزت قوتها 7.0 درجات، وفقا لتقديرات علماء الجيولوجيا، وبالنظر إلى ما وثقه المؤرخون. ويعتبر زلزال أمس الأعنف في تركيا منذ آخر زلزال مدمر ضرب في السابع عشر من أغسطس عام 1999 مدينة “إزميت” جنوب شرقي إسطنبول بنحو 100 كيلومتر، وقدرت قوته بـ 7.6 درجة، واستمر 37 ثانية، وتسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف شخص في إسطنبول، ودفع الحكومة إلى إصدار تشريع في عام 2004 يلزم جميع المباني الجديدة بالامتثال لمعايير مقاومة الزلازل. وتعرضت تركيا لموجة زلازل متتابعة في مناطق مختلفة خلال القرن الماضي، مما جعل سكانها والعلماء المختصين يضعون في الحسبان التحذير الدائم على مدى سنين من أن البلاد تعيش فوق خطوط صدع زلزالي نشطة. وباستعراض أعنف الزلازل في تركيا سنجد أنه في 30 أكتوبر 2020 ضرب زلزال مدينة “إزمير” بقوة 7 درجات، وتأثرت به مناطق على سواحل بحر إيجه في تركيا واليونان، وتسبب في تسونامي محدود في جزيرة ساموس ببحر إيجه. وفي 23 أكتوبر 2011 وقع زلزال في بلدة “تابانلي” بولاية “وان” شرقي البلاد، وبلغت قوته حينها 6.7 درجة، كما شهدت ولاية “دوزجه” شمالي غربي البلاد في 12 نوفمبر 1999 زلزالا بلغت قوته 7.2 درجة، واستمر لمدة 30 ثانية. وفي العام نفسه، وقع زلزال مرمرة المدمر في 17 أغسطس، والذي اعتبر الأعنف في تركيا، في ولاية “كوجا إيلي”، حينما اهتزت الأرض تحت ساكنيها بقوة 7.4 درجة، واستمر لمدة 45 ثانية، ليسجل أطول مدة زمنية لزلزال بتاريخ البلاد، وامتد تأثيره إلى حوض بحر مرمرة بالكامل، وشعر به سكان العاصمة “أنقرة” و”إزمير” و”إسطنبول” و”يالوفا”، متسببا بمصرع 17 ألفا، معظمهم بولاية “كوجا إيلي”. وفي 24 نوفمبر عام 1976، نكبت بلدة “مرادية” بولاية “وان” جنوب شرقي تركيا، بزلزال بقوة 7.5 درجة، وتسبب في مصرع 3 آلاف و840 شخصا، وإصابة 500 آخرين. وخلال عام 1943 وتحديدا في 26 نوفمبر، وقع زلزال “لاديك – سامسون”، بقوة 7.6 درجة، في مناطق البحر الأسود، وأدى إلى تدمير 75 بالمئة من مباني المنطقة، ومصرع ألفين و300 شخص. وقبل ذلك، وفي 20 ديسمبر عام 1942، وقع زلزال “إربا – توكات” في بلدة “إربا” بولاية “توكات” شمالي تركيا، حينما ناهزت قوته 7 درجات، وتسبب في مصرع 3 آلاف شخص. أما في سوريا، فقد شهدت مدينة “حلب” في 13 أغسطس عام 1822 زلزالا بلغت قوته 7.4 درجة، وهو أقل بكثير من قوة 7.8 المسجلة أمس الاثنين، وأودى بحياة 7000 شخص في المدينة وحدها، حتى إن توابع الزلزال المدمرة استمرت لمدة عام تقريبا. كما شهدت “حلب” نفسها شمالي سوريا، عام 1138 زلزالا عنيفا لم تتوفر معلومات حول مدى قوته، إلا أنه أسفر عن سقوط أكثر من 230 ألف شخص. وبالمجمل، تتعرض كل من تركيا وسوريا لزلازل متكررة وهزات أرضية شبه يومية، يعود ذلك -حسب علماء الجيولوجيا- إلى خضوع صفيحة الأناضول لتكتونيات تؤثر على الصفيحة العربية التي تتجه شمالا، مع حالة شبه ثبات لصفيحة أوراسيا في الشمال، لكن لم يشهد هذا الخط أي زلزال تفوق قوته 7 درجات منذ أكثر من قرنين. وعبر التاريخ، يمكن الحديث عن أشد الزلازل المدمرة كالآتي: وفقا لمعطيات المركز الأمريكي للأبحاث الجيولوجية، فإن زلزال تشيلي في عام 1960، الذي بلغت قوته 9.5 درجة، هو الأقوى عالميا من حيث ارتفاع الدرجة، لكن من حيث عدد الضحايا فإن أسوأ عشرة زلازل مدمرة عبر التاريخ، وقعت تسعة منها في القارة الآسيوية، بينما العاشر في أمريكا الشمالية، وهي: – زلزال “شينسي” في الصين عام 1556: يعد الأكبر من حيث الخسائر البشرية عبر التاريخ؛ إذ تشير التوقعات إلى أن قوته بلغت ثماني درجات على مقياس ريختر، وأنه أدى إلى مقتل أكثر من 830 ألف شخص، كما خلف الزلزال دمارا هائلا على مساحة قدرها 840 كيلومترا مربعا، في المنطقة الواقعة شمال غربي الصين، وقتل نحو 60 بالمئة من سكان تلك المنطقة بحسب التقديرات. – زلزال “تانغشان” في الصين عام 1976: يعد ثاني أكبر الزلازل من حيث الخسائر البشرية عبر التاريخ والأول، خلال القرن الـ 20، حيث وقع في منطقة تانغشان غرب الصين، ووصلت قوته إلى 7.8 درجة، وأدى إلى مقتل 255 ألف شخص، وأصيب جراء الزلزال نحو 800 ألف شخص، واستمر لمدة 10 ثوان دمر خلالها 180 ألف بناء. – زلزال “حلب” شمالي سوريا عام 1138: لا تتوفر معلومات حول مدى قوته، إلا أنه أسفر عن سقوط أكثر من 230 ألف شخص، كما لا تتوفر معلومات حول مساحة المنطقة التي دمرها أو عدد المصابين. – زلزال جزيرة “سومطرة” الإندونيسية عام 2004: وبلغت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر، ووقع بعده مد أمواج “تسونامي” ضرب 14 دولة آسيوية وإفريقية مطلة على المحيط الهندي. وبلغت حصيلة الزلزال والتسونامي حينها أكثر من 227 ألف ضحية، 50 ألفا منهم في إندونيسيا وحدها، إلى جانب تدميره مليونا و700 ألف منزل. – زلزال “هايتي” عام 2010: بلغت قوته سبع درجات، وأدى إلى مقتل أكثر من 222 ألف شخص، وإصابة نحو 300 ألف آخرين، كما دمر حوالي 100 ألف منزل، مما تسبب في بقاء 1.3 مليون شخص بلا مأوى. – زلزال منطقة “داغمان” شمال إيران عام 856، أسفر عن مقتل 200 ألف شخص، وبلغت قوته 7.9 درجة بحسب التوقعات. – زلزال “هايويان” في الصين عام 1920: ويعرف أيضا بزلزال “غانسو”؛ إذ وقع نتيجة انزلاق الأتربة، وخلف وراءه حوالي 200 ألف قتيل. – زلزال مدينة “إردبيل” شمالي إيران عام 893، ولم تعرف مدى قوته، إلا أنه أسفر عن مقتل ما يزيد على 150 ألف شخص، وفق التوقعات. – زلزال منطقة “كانتو” جنوبي اليابان عام 1923، بلغت قوته 7.9 درجة، مما أسفر عن دمار كبير في العاصمة طوكيو، ومنطقة يوكوهاما، ولقي خلاله حوالي 142 ألف شخص مصرعهم. – زلزال “عشق آباد” عاصمة تركمانستان عام 1948، بلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر، وأدى إلى مقتل أكثر من 110 آلاف شخص. وباستقراء سجل أعنف الزلازل عالميا، يدفع الأمر للبحث عن كيفية قياس شدة الزلازل؛ إذ تقاس الزلازل بمقياس يسمى مقياس القوة اللحظية، ويعرف بمقياس ريختر الذي تم اختراعه عام 1935م، من قبل عالمي الزلازل الأمريكيين تشارلز فرانسيس ريختر وبينو غوتنبرج من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، بأنه مقياس لشدة الزلازل. وقد ألف العالمان ريختر وغوتنبرغ معا كتابا بعنوان الزلازل الأرضية والظواهر المرتبطة بها عام 1941م، اعتمادا على دراسات لنحو 20 زلزالا، وكانت عملية التسجيل تتم اعتمادا على سبع محطات متباعدة باستخدام راسمة الزلازل التي تعمل على مبدأ الفتل الأفقي. ويعرف مقياس ريختر بأنه مقياس كمي يحدد قوة الزلازل، من خلال تحديد مقدار ارتفاع أكبر موجة زلزالية تم رصدها على مسافة محددة من المصدر عند حدوث الزلزال، ويعتمد على الجانب الكمي وعلى مقدار الطاقة المنبعثة من مركز الزلزال؛ لذلك فهو لا يهتم بقياس الآثار المترتبة على الزلزال بقدر ما يتوقف عند القوة المنطلقة من بؤرته، وقد تم تصميم مقياس ريختر في الأصل لقياس شدة الزلازل المتوسطة؛ أي التي تتراوح شدتها بين 3 إلى 7 درجات فقط، إلا أن نشوء عدد من الزلازل الأكثر قوة من ذلك، أدى إلى تطوير المقياس، ليستطيع قياس شدة الزلازل التي تزيد على 7 درجات. وفي الوقت نفسه كان العالم الياباني “كي ‌يو واداجي” وهو عالم زلازل في مرصد الأرصاد الجوية المركزي في اليابان، يعمل على مقارنة قوة الزلازل برسم الحركة الأرضية العظمى بدلالة المسافة عن مركز الزلزال السطحي، كما يختلف مقياس “ريختر” عن مقياس “ميركالي” الذي اخترعه العالم الإيطالي جوسيب ميركالي قبله، الذي يعتمد في قياس الزلازل على قوة تأثير الاهتزاز ومستوى الأضرار التي يخلفها وفق سلم تتراوح درجاته بين 1 و12 درجة. ويتدرج مقياس ريختر من درجة واحدة إلى عشر درجات من الناحية النظرية، لكنه من الناحية العملية يمكن أن يصل إلى أكثر من ذلك، فهو عبارة عن سلم مفتوح، رغم أنه لم تسجل عشر درجات على هذا المقياس في تاريخ الزلازل. وتسجل قوة الزلزال عبر أجهزة الرصد التي تقوم الدول بتثبيتها في أجزاء مختلفة من أراضيها، وتكون مرتبطة بشبكات الاتصال والأقمار الاصطناعية، كما توجد في الوقت ذاته مراكز دولية لقياس الزلازل اعتمادا على مقياس ريختر، ولا يمكن عادة الشعور بهزة بمقدار 2.5 درجة أو أقل، ولكن يمكن اكتشافها بواسطة الأجهزة العلمية. أما الزلازل التي تبلغ درجتها خمس درجات أو أكثر فيشعر بها الإنسان، وهذا النوع يسبب أضرارا طفيفة، في حين يتسبب الزلازل الذي تزيد على 8 درجات، بأضرار فادحة، ويمكن أن تدمر البؤر السكانية تماما. أما الفروق بين الزلزال والهزة الأرضية، فهي كالتالي: الزلزال هو أي اهتزاز مفاجئ للأرض ناتج من مرور الموجات الزلزالية عبر صخور الأرض، وتنتج هذه الموجات الزلزالية عندما يتم إطلاق شكل من أشكال الطاقة المخزنة في قشرة الأرض فجأة. وتحدث الزلازل غالبا على طول الصدوع، في مناطق ضيقة تتحرك فيها كتل الصخور بعضها نحو بعض، وتقع خطوط الصدع الرئيسة في العالم على أطراف الصفائح التكتونية الضخمة التي تشكل قشرة الأرض. أما الهزة الأرضية فتمثل سلسلة اهتزازات ارتجاجية تحدث للأرض، بنتيجة حركة الصفائح الصخرية، ويسمى مركز الهزة الأرضية بالبؤرة، الذي يتبعه ارتدادات تسمى أمواجا زلزالية، ويرجع سبب حدوث الهزة الأرضية إلى تكسر الصخور وإزاحتها من مكانها، بسبب الإجهادات الداخلية التي تحدث نتيجة المؤثرات الجيولوجية التي ينتج منها في النهاية تحرك الصفائح الأرضية، وقد تكون الأنشطة الزلزالية موجودة على مستوى حدود الصفائح الصخرية، وتنتج الهزة الأرضية بفعل الأنشطة البركانية، أو بفعل وجود انزلاقات تحدث في طبقات الأرض، وربما تبعث أمواجا عالية تحت سطح البحر تسمى “تسونامي”.

الناشـر :

الناشـر مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK على 10:51:00 ص. فى باب . يمكنك متابعة أخبارنا وموضوعاتنا والتعليق عليها من خلال الدخول إلى RSS 2.0. ، فأهلاً بك

للحصول على نسختك الورقية من هنا ، إضغط هنا لطباعة الصفحة

اترك الرد

تفضل بوضع تعليقك هنا وأهلا بك وتعليقك الملتزم المحترم

Translator of WA Daily Newspaper

للحصول على نسختك الورقية من هنا

الارشيف

الشاعر دكتور علاء الدين سعيد وقصيدته "المأساة عربية" من حفل ديوانه قافلة العودة بمعرض القاهرة للكتاب

ديوان " قافلة العودة " للشاعر د. علاء الدين سعيد ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023م

الآن بالمكتبات الكُبرَى ومنافذ التوزيع ديوان "قافلة العودة" للشاعر د. علاء الدين سعيد

الحمـلة العالميـة لمقاومـة التطبيـع مع العدو

حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي اس" (حركة مقاطعة العدو الصهيوني)

تحويل العملات ، وأسعار الصرف

كاريكاتير

إشترك وتابع قناة دكتور علاء الدين سعيد، على يوتيوب

إشترك في نشرتنا البريدية عبر بريدك الإلكترونى ليصلك جديدنا

تفضل بوضع بريدك الكترونى هنا ثم اضغط ثم قم بتفعيل اشتراكك من خلال بريدك الأكترونى

Delivered by FeedBurner