تم النشر فى : الاثنين، 15 فبراير 2021
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
نصير الغلابة المناضل العمالي البدري فرغلي في ذمة الله، رحمة الله عليه
أعلن رئيس حزب التجمع في مصر سيد عبد العال، وفاة أشهر برلماني فى مصر القائد العمالي والسياسي والبرلماني والنقابي المصري البدري فرغلي - نصير الغلابة كما كان يلقبه المحيطون به - وذلك عن عمر ناهز 74 عامًا عضو الأمانة العامة لحزب التجمع وأحد مؤسسيه، وأحد أشهر البرلمانيين في مجلس الشعب في عهد حسني مبارك حيث كان نائبا بمجلس الشعب عن حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي على مقعد العمال بمحافظة بورسعيد، وهو أيضا رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات في مصر.
وقد توفى، صباح اليوم الاثنين البدرى فرغلي - رئيس إتحاد أصحاب المعاشات وعضو مجلس الشعب السابق عن محافظة بورسعيد - بعد صراع مع المرض إثر وعكة صحية ألزمته دخول العناية المركزة، وبعد مسيرة طويلة من المعارك السياسية والنقابية كان أبرزها "معركة العلاوات الخمسة" التي طالب بإضافتها لرواتب المتقاعدين وشهدت ساحات المحاكم سجالا حولها.
ونعته صفحته الرسمية على الفيس بوك قائلة:" إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إنا لله وإنا اليه راجعون ننعى الى شعب مصر المناضل الذى أفنى حياته فى خدمة الوطن مدافعا عن الشعب". وأكدت أسرة البدري فرغلي أنه سيتم تشييع جثمانه بعد صلاة العصر من مسجد العباسي ببورسعيد.
يذكر أن البدري فرغلي، دخل في العديد من المعارك من أجل مساعدة أصحاب المعاشات في الحصول على حقوقهم كافة، كما تم انتخابه من قبل عضوا لمجلس النواب عن دائرة بورسعيد على مقعد العمال.
وقد ولد البدري فرغلي في محافظة بورسعيد عام 1947 لأسرة فقيرة بل وصفها من قبل أنها كانت تحت خط الفقر، حيث والده كان عاملًا بالشحن والتفريغ في الميناء، وله 6 أشقاء. لم يستكمل دراسته حيث أنه بمجرد حصوله على الإبتدائية، اضطر لترك الدراسة، وعمل مع والده في الشحن والتفريغ، وذلك من أجل المساعدة فى نفقات البيت. وله تاريخ وطني مشرف حيث شارك في المقاومة الشعبية وعمره آنذاك لم يتخطى 18 عامًا، وعاش روح الحرب ببورسعيد بدءًا من العدوان الثلاثي، حينما كان عمره 9 سنوات. كما نجح في دخول مجلس الشعب لأول مرة عام 1990م فأصبح صاحب خبرة سياسية طويلة كنائب بورسعيدي في الحياة النيابية، حيث كان عضوًا بمجلس الشعب لـ4 دورات متتالية حظى خلالها باحترام البرلمان وحمل لقب زعيم المعارضة الشعبية، حيث أنه قدم عدد كبير من الاستجوابات القوية في مجلس الشعب، وهو أول من أسس وترأس أول نقابة لأصحاب المعاشات في مصر وقد أصبحت معركته المطالبة بحقوق أصحاب المعاشات بعدما ترك مجلس النواب.
بدأ البدري فرغلي حياته عامل شحن وتفريغ في ميناء بورسعيد، والتحق بالعمل النقابي كما انتمى إلى منظمة الشباب في الحقبة الناصرية وإلى لجان المقاومة الشعبية بعد العدوان الصهيوني على مصر عام 1967، ثم أسس مع الراحل خالد محي الدين حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي في منتصف السبعينات وترشح بعدها في البرلمان لعدة دورات ثم ختم مسيرته بتأسيس "الاتحاد العام لأصحاب المعاشات" والذي خاض عبره معارك متواصلة للدفاع عن حقوق المتقاعدين وأصحاب المعاشات في مصر حتى الرمق الأخير ولم تعرف حياته الرفاهية، حيث تحدث في أكثر من مناسبة عن قسوة مرحلة الطفولة والشباب، وكان البدري فرغلي يعشق القراءة، وكان يستعير الكتب لأنه غير قادر على شراء الكتب من المكتبة، وكان محبًا لقراءة كل ما كتب عن الثورة الفرنسية لإعجابه بها واشتهر البدري فرغلي ببساطته وتمسكه بأسلوب حياته الشعبي في السكن والملابس والمواصلات رغم تبدل ظروفه الاجتماعية، كما اشتهر أيضا بلغته البسيطة القادرة على التواصل مع الناس دون حواجز.
وقال الكاتب الروائي د. إيمان يحيى أن "البدري فرغلي ظل يتخذ من مقهى في بورسعيد مقرا له طيلة حياته، يركب دراجته الهوائية ويسير على قدميه ليرى الفقراء والمهاجرين في بورسعيد".
وأضاف يحيى أنه رغم انتماء البدري فرغلي للمعارضة، كان الرئيس السابق حسني مبارك يتابعه بمجلس الشعب عبر بث تليفزيوني مباشر وكانت طريقة حديثه "تعجبه وتبهره".
ونعى حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدي وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وعدد من البرلمانيين والكتاب والشخصيات العامة في مصر الراحل البدري فرغلي، وأعلنت أسرته عن تشييع جثمانه من المسجد العباسي ببورسعيد.