تم النشر فى : الأحد، 12 مايو 2024
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK

السفير د. علاء الدين سعيد, يكتب: القواعد الأمريكية في المنطقة, ودورها الداعم للكيان الصهيوني.






الوطن العربي اليومية - لندن.. 

القواعد العسكرية الأمريكية في الدول العربية خاصَّةً والشرق الأوسط عامَّةً أمرٌ لا يخفى على الكثيرين. وفيما قد يثير هذا الواقع تساؤلات وجدلًا حول الأهداف والتأثيرات، فإنه من الضروري فهم الدور الذي تلعبه هذه القواعد في دعم وحماية الكيان الصهيوني. فما هي هذه القواعد العسكرية وكيف تؤثر على المنطقة؟.. تعتمد البنية التحتية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط ضمن مقوماتها الإستراتيجية على وجود قواعد عسكرية أمريكية في عدة دول عربية وشرق أوسطية، بما في ذلك السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر والعراق وسوريا والأردن وسطنة عُمان والمغرب وجيبوتي - وكلها دول عربية - إضافة إلى تركيا, وهي دولة شرق أوسطية مسلمة وإن كانت غير عربية. تمتد هذه القواعد على مساحات واسعة وتضم قواعد جوية وبحرية وبرية تهدف إلى تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة وتعزيز التعاون الأمني مع الشركاء الإقليميين - حسب الزعم الأمريكي والصهيوني - إلَّا أن هذه القواعد لها دورها البارز الفعَّال في دعم وحماية الكيان الصهيوني حيث تعتبر القواعد العسكرية الأمريكية في الدول العربية والشرق الأوسط جزءًا من الإستراتيجية الأمريكية العامة نحو المنطقة التي يعد أحد أهم أهدافها الإستراتيجية دعم وحماية الكيان الصهيوني الحليف استراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. في سبيل الحفاظ على ذلك وتطويره, تعمل القواعد العسكرية على تعزيز القدرة التكتيكية والاستخباراتية والدفاعية للولايات المتحدة وحلفائها، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني ، وتوفر أساساً للتعاون العسكري وتدريب القوات. تثير القواعد العسكرية الأمريكية في الدول العربية والشرق الأوسط توترات وانتقادات من بعض الأطراف في المنطقة فالبعض يشير إلى وجود قوات أجنبية على الأراضي الوطنية ويرى البعض أنها تنتهك سيادة الدول المضيفة. ومع ذلك، تؤكد الولايات المتحدة - حسب زعمها - أن وجودها العسكري يهدف إلى الإستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب وأن تعاونها مع الدول العربية يرتكز على الشراكة والتعاون المتبادل. أمَا من جانب الكيان الصهيوني ، فإن الصهاينة يرون القواعد العسكرية الأمريكية كعنصر أساسي في دعم أمن هذا الكيان الغاصب الإستعماري. والحقيقة هي ان هذه القواعد تعد عاملًا قوياً ووسيلة أساسية مؤثرة من عوامل الردع الأمريكي والدفاع عن هذا العدو الصهيوني البغيض اللقيط، وأنها - في الواقع - تساهم في تعزيز القدرات العسكرية للدولة اليهودية الصهيونية الإستعمارية. وفي ظل التهديدات المحيطة والتوترات الإقليمية، يرى الصهاينة أن وجود القواعد العسكرية الأمريكية يساهم في استقرار المنطقة وتعزيز أمن كيانهم المزعوم. على الرغم من الجدل الذي قد يحيط بالقواعد العسكرية الأمريكية في الدول العربية والشرق الأوسط, يظل لها دور مهم في دعم وحماية الكيان الصهيوني وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بما يتوافق مع مصالح هذا الكيان أو على الأقل بما لا يتعارض معها. كما تعتبر هذه القواعد جزءًا من استراتيجية أوسع تسعى الولايات المتحدة من خلالها للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية وتحقيق السلام والإستقرار في الشرق الأوسط بما يتوافق مع مصالحها أو على الأقل بما لا يتعارض معها أيضاً. ومع ذلك، تسمح لنفسها الدول العربية المذكورة آنفاً وبعض الدول الشرق أوسطية بأن تكون أداة إستراتيجية في يد الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الكيان الصهيوني البغيض ثم يتشدق حكامها زيفاً وبهتاناً بمناصرتهم المزعومة للقضية الفلسطينية وحقوق شعبها في الحرية والعدالة والكرامة وحق تقرير المصير ويقيمون الأرض ويقعدونها ضجيجاً بلا طحين يندى له جبين شرفاء وأحرار وطننا بل العالم أجمع رغم علمهم بالأهمية الإستراتيجية للقواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط عامةً والوطن العربي خاصةً بالنسبة للكيان الصهيوني ووجوده على صعيد الأمن والسياسة الإقليمية. وفي هذا السياق، يبرز الكيان الصهيوني كأحد أكثر الكيانات إستفادةً بشكل كبير من وجود هذه القواعد بجانب الدعم السياسي والعسكري الذي تلقاه من الولايات المتحدة. وبنطرة تحليلية لكيفية استفادة الكيان الصهيوني من وجود هذه القواعد العسكرية الأمريكية في الدول العربية والشرق الأوسط، وطرق دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني من خلالها علينا أن ندرك انها عنصرٌ أساسيٌّ في إستراتيجية الكيان الصهيوني الأمنية والعسكرية بما توفره هذه القواعد له من مزايا استراتيجية هامة، بدءًا من مشاركة المعلومات والاستخبارات، وصولًا إلى التدريب المشترك وتبادل التكنولوجيا العسكرية الحديثة, فمن خلال الاستفادة من البنية التحتية العسكرية الأمريكية، حصل الكيان الصهيوني على إمكانيات عسكرية فريدة، ما ساهم في رفع قدرته الدفاعية والهجومية حيث تقدم هذه القواعد الأمريكية قاعدة تحتية للتعاون العسكري بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بتبادل الخبرات والتدريبات المشتركة بين القوات الصهيونية والقوات الأمريكية المتمركزة في هذه القواعد. هذا ويتجلى دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني من خلال العديد من الطرق، ومن بينها الدعم السياسي والعسكري المباشر، فمن خلال هذه القواعد حصل الكيان الصهيوني على العديد من المزايا الاستراتيجية والعسكرية. فمن بين هذه المزايا، مشاركة المعلومات والاستخبارات بين القوات الصهيونية والقوات الأمريكية، والتدريب المشترك وتبادل التكنولوجيا العسكرية. كما ساهمت هذه القواعد في تعزيز قدرات هذا الكيان الإستعماري الدفاعية والهجومية، وتحسين استعداده لمواجهة التهديدات الأمنية على وجود الكيان الصهيوني في المنطقة مما يعزز التكامل العسكري بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، تعزز القواعد العسكرية الأمريكية "الوجود العسكري" الصهيوني في المنطقة وتعكس التزام الولايات المتحدة بضمان أمن هذا الكيان الإستعماري الغاصب ودعمه في الشرق الأوسط. وعن تبادل المعلومات والاستخبارات, توفر القواعد العسكرية الأمريكية قنوات مشتركة لتبادل المعلومات والاستخبارات بين هذا الكيان والولايات المتحدة حيث يتم تحليل البيانات والمعلومات الاستخباراتية المشتركة وتبادل التوقعات الأمنية وتقديم التقييمات المشتركة للتهديدات الإقليمية ضد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني. هذا التعاون في مجال الاستخبارات يساعد هذا الكيان في تعزيز قدرته على الكشف المبكر عن التهديدات والتصدي لها. إضافة إلى ذلك, فإن التدريب المشترك وتبادل التكنولوجيا يزيدان من استفادة هذا الكيان من القواعد العسكرية الأمريكية حيث يتم تنظيم التدريب المشترك بين القوات الصهيونية والقوات الأمريكية من خلال تنظيم تمارين وتدريبات مشتركة تعزز التكامل بين الجيشين وتعزز قدراتهما القتالية. بالإضافة إلى ذلك، يتم تبادل التكنولوجيا العسكرية الحديثة والخبرات في مجالات مثل الإستطلاع والإستخبارات الصناعية والتكنولوجيا اللاسلكية والأمن السيبراني. هذا التعاون التقني يدعم قدرات الكيان الصهيوني العسكرية ويساهم في تحسين تجهيزاته وتكنولوجياته العسكرية. أيضاً, فإن القواعد العسكرية الأمريكية في الدول العربية خاصةً والشرق أوسطية عامةً تعزز التواجد العسكري وقوة الردع حيث تعتبر القواعد العسكرية الأمريكية منصة للتواجد العسكري للكيان الصهيونيي في المنطقة، مما يعزز الردع العسكري والأمن الإقليمي لهما. فوجود القوات الصهيونية بالقرب من مناطق التوتر مع وجود هذه القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة يرسل رسالة قوية إلى الأطراف المعادية لها ويعزز قدرتها على الإستجابة السريعة لأي تهديدات. بالإضافة إلى ذلك، يشعر الحلفاء الإقليميون - العملاء - بالثقة بوجود التواجد الأمريكي والصهيوني، وهو عامل يسهم في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي بالنسبة لهذا الكيان الصهيوني. كما لا نغفل دور هذه القواعد العسكرية في ترسيخ الدعم العسكري والمالي الذين يتمتع بهما الكيان الصهيوني من الولايات المتحدة الأمريكية في إطار العلاقة بين البلدين بما يتضمنه من تزويد هذا الكيان الإستعماري الغاصب بالأسلحة والتجهيزات العسكرية المتطورة، بما في ذلك الصواريخ والمقاتلات والمعدات العسكرية الأخرى إضافةً إلى المساعدات المالية لتعزيز وضمان قدراته الدفاعية والأمنية. لا يخفى علينا أيضاً تحجج الكيان الصهيوني بمواجهته المقاومة الفلسطينية لهذا الكيان الإستعماري ووصفه مقاومة الشعب الفلسطيني البطل المشروعة الواقع تحت هذا الإحتلال بصفة "الإرهاب" وتؤيدها الولايات المتحدة الأمريكية في هذا النهج وبالتالي توافرت حجة ما يسمى "التعاون في مكافحة الإرهاب" بينهما وعليه يعملان معًا فيما يسمى "مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف". تتضمن هذه الجهود تبادل المعلومات والخبرات والتنسيق في مكافحة ما يسمونه حسب مصالحهم "الجماعات الإرهابية" ومنع انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية وهو تعاون يعتبرانه تعاوناً أمنياً بين بلدين يوفر عوامل الاستقرار للكيان الصهيوني في المنطقة.. هذه هي إستراتيجية القواعد العسكرية الأمريكية في الدول العربية خاصةً والشرق الأوسط عامةً وكيفية استفادة الكيان الصهيوني الإستعماري البغيض من وجودها في المنطقة, ودورها الداعم لهذا الكيان الصهيوني على مرأى ومسمع ومشاركة ومباركة الدول التي تحتضن هذه القواعد وعلى رأسها الدول العربية التي ورد ذكرها هنا وتركيا المسلمة وكلها تدَّعي نصرة القضية الفلسطينية.


الناشـر :

الناشـر مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK على 9:57:00 م. فى باب . يمكنك متابعة أخبارنا وموضوعاتنا والتعليق عليها من خلال الدخول إلى RSS 2.0. ، فأهلاً بك

للحصول على نسختك الورقية من هنا ، إضغط هنا لطباعة الصفحة

اترك الرد

تفضل بوضع تعليقك هنا وأهلا بك وتعليقك الملتزم المحترم

Translator of WA Daily Newspaper

للحصول على نسختك الورقية من هنا

الارشيف

الشاعر دكتور علاء الدين سعيد وقصيدته "المأساة عربية" من حفل ديوانه قافلة العودة بمعرض القاهرة للكتاب

ديوان " قافلة العودة " للشاعر د. علاء الدين سعيد ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023م

الآن بالمكتبات الكُبرَى ومنافذ التوزيع ديوان "قافلة العودة" للشاعر د. علاء الدين سعيد

الحمـلة العالميـة لمقاومـة التطبيـع مع العدو

حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي اس" (حركة مقاطعة العدو الصهيوني)

تحويل العملات ، وأسعار الصرف

كاريكاتير

إشترك وتابع قناة دكتور علاء الدين سعيد، على يوتيوب

إشترك في نشرتنا البريدية عبر بريدك الإلكترونى ليصلك جديدنا

تفضل بوضع بريدك الكترونى هنا ثم اضغط ثم قم بتفعيل اشتراكك من خلال بريدك الأكترونى

Delivered by FeedBurner